حذروا التزوير : قصة مضحكة جدا .؟

حدثت هذه القصة لأحد زملائي القدامى في احدى المدارس التي قمت بالتدريس فيها ، حيث ذكر لي يوما أنه قبل تعيينه معلما في وزارة التربية كان قد تقدم للتعيين في مديرية الثقافة العسكرية ولكنه رغب عنها. فشعرت حينئذ بدهشة كبيرة ؛ إذ كيف تسنى له ان يعزف عن العمل في مدارس الثقافة العسكرية مع ما فيها من امتيازات ينالها المعلم من اعتباره منتسبا للقوات المسلحة. أتدرون ماذا قال لي ؟
كان صحيحا أنه تقدم لكي يعمل مدرسا في الثقافة العسكرية ولكن ما جعله يترك ذلك هو موقف رآه بأم عينيه كان قد حصل لضابط برتبة عقيد يعمل في شؤون الافراد ، حيث تم تكليف ذلك العقيد بتدوين كشوفات لطلبة ملتحقين بتلك المدارس ، إلا أنه أقدم على عمل لم يكن نزيها ، حيث قام بكتابة أسماء طلبة ينتمون الى جماعته في احدى الكشوفات ولكنه نسي أن يكتبها في الكشوفات الاخرى ، و عندما تم عرضها على احد الضباط لكي يطلع عليها و إذ به يرى أسماء جديدة في احدى الكشوفات و لا يراها في الكشوفات الاخرى ، فما كان منه الا ان عرض هذا الامر على مدير شؤون الافراد و كان برتبة عميد ، فاستشاط غضبا و امر باستدعاء العقيد الى مكتبه.
لقد رآى زميلي بأم عينيه ما حدث لذلك العقيد في مكتب مدير شؤون الافراد ؛ فما ان دخل العقيد و قام باداء التحية العسكرية امام العميد حتى ضرب العميد بيده بقوة على طاولته و كانت عليها اطباق مليئة بحلوى البيتي فور حيث طارت هذه الاطباق من قوة الضربة ثم صرخ به قائلا : يا عقيد ، هاي الاسامي جبتها من وين ؟ اتدرون بم اجاب العقيد ؟ لقد أخذ يتأتئ و لم يعرف بم يجيب حيث قال : تا تا تا تا تا سيدي يا سيدي . ( ههههههههههههههههههههههه) فقال له العميد : ما تحكي سيدي و لا شيء ، هذا جيش و فيه نظام.
الحق أنني سالت زميلي : هل ضحكت لهذا الموقف يا ابو محمد ؟ فقال لي : مين كان يسترجي يضحك ؟ و الله لو حدا فينا ضحك لكان العميد نزل فيه ضرب بالقايش ( حزام غليظ يرتديه ضباط الجيش حول الخاصرة ) فإياكم و التزوير لئلا يحدث لكم كما حدث لذلك العقيد .