سبحان الله العظيم ! إنها قصة حقيقية أخبرنيها أحد زملائي المعلمين في مدرستي عن بارجة أمريكية رست في إحدى القواعد العسكرية الأمريكية في البسفور في تركيا. كانت هذه القصة قد وقعت قبل ما يزيد عن عشر سنين حينما كانت العلاقات أمتن ما تكون بين الولايات المتحدة و تركيا ، حيث كانت هنالك – كما ذكرت لكم – قاعدة عسكرية أمريكية في البسفور. و عند مجيء البارجة الأمريكية أقام المسؤولون العسكرين الأتراك حفل استقبال كبير على شرف قدومها ، و كان الحفل فيه من اللهو و المجون و شرب الخمر و الفسوق ما لا يعلمه إلا الله.
و أثناء الحفل إذ بمسؤول عسكري أمريكي يسأل نظيره التركي قائلا: " ما الذي يقوله كتابكم ؟ ( و كان يقصد به القرآن الكريم ) فأمر المسؤول التركي مساعده بإحضار أحد المصاحف ففعل، و ما إن فتحه حتى وقع نظره على قول الله تعالى : " إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون " و كأن هذه الآية الكريمة لم تعجب المسؤول التركي الفاسق ، فما كان منه – عليه من الله ما يستحق – إلا أن مزق المصحف و داس أوراقه بقدمه – شلها الله – و هو يقول : " لم يستطع الله أن يحفظ كتابه فليرني ما لديه. ( تعالى الله جل جلاله و عظم كبرياؤه عما يقول هذا الفاسق عليه لعنة الله و غضبه )
يقول مساعده : " فما إن رأيت ما صنعه حتى انتباني خوف عظيم جدا من غضب الله تعالى أن يحل علينا عذابا أليما من عنده، فنزلت فورا من على سطح البارجة و ابتعدت ما شاء الله لي أن أبتعد عنها ، ثم قعدت وحدي في مكان بعيد أنظر إلى البارجة و ما سيحل بها ، و إذ بغمامة سوداء قد جاءت فوقها مباشرة فما زالت تنزل حتى أخذتها إلى قاع البحر أمام ناظري فلم أر للبارجة و من عليها أثرا بعد.
فسبحان الله العزيز الجبار المنتقم ، إنه قوي شديد العقاب و صدق عز و جل إذ يقول في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه : " ... إن ربك لذو مغفرة و ذو عقاب أليم "