ذكر لي احد الزملاء الاعزاء على قلبي قصة طريفة لا بد ان اسردها عليكم . فقد كان احد الشباب ذات يوم يقصد احد المساجد في حيه للصلاة الا انه كان يلاحظ امرا قد اثر فضوله : ذلك انه كان يرى رجلا عجوزا يسبقه دائما الى المسجد و ملامح الرضا بادية على وجهه، فأراد الشاب ان يعرف السر فما كان منه الا ان اقترب من الرجل العجوز و سأله كيف يسبقه الى المسجد و هو عجوز و لماذا تبدو علامات الرضا على وجهه. فحينئذ أجابه الرجل العجوز قائلا : انني راض جدا و الحمد لله يا بني لأن الله تعالى انعم علي بزوجتين طيبتين جدا تحبانني و تقومان على خدمتي بكل طيبة نفس و الاكثر من ذلك انهما تحبان بعضهما البعض و متفاهمتان الى حد كبير جدا الى درجة انني اشعر انهما شقيقتان.
و يبدو ان الشاب قد سر جدا بما سمعه فقرر في نفسه ان يصنع كما صنع الرجل العجوز، و تزوج امراتين لكم ينعم بتلك السعادة المرجوة، ألا انه اصبح فيما يسرع الخطى الى المسجد و يسبق الرجل العجوز و ملامح الحسرة و النكد بادية على وجهه ، فسأله الرجل العجوز عما به و لماذا اصبح يسبقه الى المسجد فأجابه الشاب قائلا : انني كنت قد قررت ان اصنع كما صنعت ايها العجوز فتزوجت اثنتين ولكنهما قلبتا حياتي شقاء و فوق ذلك فإنهما غير متفاهمتين و تتقاتلان كثيرا ، فلذلك أصبحت أهرب الى المسجد و أسبقك .